أعلنت لجنة الوطنية للوقاية من التعذيب في لبنان، أنها قامت بزيارة مفاجئة إلى نظارة قصر العدل في بيروت التي تستخدم مرآب تحت جسر الرئيس الياس الهرواي، كأحد أماكن التوقيف الاحتياطي التابعة للنظارة ويضم قرابة 230 موقفاً مضى على وجود بعضهم قيد التوقيف الاحتياطي ما يزيد عن 18 شهراً.
وأتت الزيارة إثر ورود شكاوى عن مزاعم اقتحام فرقة لمكافحة الشغب النظارة وضرب الموقوفين على خلفية محاولة هروب الموقوفين إثر انفجار مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي.
ويمنح القانون 62/2016 لجنة الوقاية من التعذيب في لبنان الحق بالقيام بزيارات دورية أو مفاجئة في أي وقت لأماكن الحرمان من الحرية دون إعلان مسبق ودون الحاجة لأي إذن من أي سلطة إدارية كانت أم قضائية أو أي جهة أخرى.
وتصنف اللجنة آلية وقائية وطنية بموجب ﺍﻟﱪﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻼﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، وهي منشأة بموجب القانون اللّبناني كواحدة من اللّجان الدائمة التي تتضمنها الهيئةُ الوطنية لحقوق الإنسان المستقلة، تختص بالوقاية من التعذيب ضمن اماكن الحرمان من الحرية.
شملت زيارة اللّجنة لقاء مع عدد من ضباط النظارة والعسكرين، وجولة على زنازين التوقيف وعددها 12. وتبيّن بحسب المعطيات التي قدمتها إدارة السجن وشهادة عدد من الموقوفين، أنّه إثر الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي، تسربت كمية كبيرة من الاتربة والغبار إلى داخل المرآب الذي يضم النظارات ويقع في الطابق الأوّل تحت الأرض، وأدّى ذلك إلى خلق حالة فوضى وتمرّد حيث نجح الموقوفون في أحد الزنازين من الخروج إلى الباحة الداخلية للسجن وقاموا بتكسير أقفال باقي الزنزانات ما أدّى إلى استدعاء فرقة من مكافحة الشغب التابعة لقوى الأمن الداخلي لاحتواء الموقف ، كما تمّ الاستعانة بفرقة من الأمن العام الذي يقع أحد مبانيه بالقرب من مركز الاعتقال، وذلك من أجل ضمان عدم هروب الموقفين الذين كانوا على مسافة قريبة من الوصول إلى أحد الأبواب الخارجية للمرآب.
بحسب الإفادات التي سجّلتها اللّجنة لعدد من الموقوفين، تبيّن أنّ القوى الأمنية قد استخدمت الهراوات والرصاص المطّاطي لاحتواء الموقف وضمان عودة الموقوفين إلى الزنازين. كما نفذّت إدارة السجن إجراءات عقابية من ضمنها حلق الرؤوس، ومصادرة العديد من المقتنيات الشخصية، وفتح محضر تحقيق بموجب إشارة من القضاء العسكري حيث استمع لإفادات عشرات الموقوفين، ويجري التحقيق حالياً مع قرابة 40 موقوفاً ممن تتهمهم إدارة السجن بأنّهم من تسبّبوا بأعمال الشغب ومحاولة الهروب.
تمكّنت اللّجنة من معاينة ثلاثة جرحى من الموقوفين جراء عملية قمع الاحتجاج، واحدعبر ضربه بهراوة على رأسه واثنان بالرصاص المطّاطي في المعدة والرجل اليمنى. ولقد طلبت اللّجنة من إدارة السجن عرضهم على طبيب مختص والتأكد من سلامة وضعهم الطبّي. كما طلبت معاينة الطبيب لأحد السجناء المرضى الذي أفاد بأنّه يعاني من آلام حادّة في الصدر وضيق في التنفس.
كما ناشدت اللّجنة المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، تخفيف الإجراءات العقابية المفروضة على الموقوفين في النظارة، إثر الاحتجاج الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي، ومن ضمنها انتظام زيارة الأهل والاتصالات الهاتفية وإدخال الأطعمة.
وكانت لجنة الوقاية من التعذيب قد زارت نظارة قصر العدل في بيروت، قبل أسبوعين في زيارة عادية ومن المقرّر أن تُصدر قريباً تقريراً يتضمن توصيات أبرزها البحث عن بديل لهذه النظارة التي لا تراعي المعايير الدنيا لقواعد معاملة السجناء.
0 2 دقائق